بقلم تييري صباغ، المدير التنفيذي نيسان الشرق الأوسط
بات التفاؤل الحذر شائعاً حيث تبقى الشركات على إطلاع مستمر لآخر المستجدات اليومية في مختلف الأسواق وبناء على ذلك قد تتخذ قرارات سريعة، حيث أننا لم نصل بعد إلى مرحلة ما بعد كوفيد. فلا تزال عمليات الإغلاق والقيود سارية في مختلف أنحاء العالم. وكذلك، لا تزال سلاسل التوريد تشهد تأثراً ملموس نتيجة هذه الإجراءات، وفي الوقت نفسه هناك تأثير من التداعيات طويلة المدى للوباء على مستوى ثقة العملاء.
ولكن بعيداً عن العوامل الخارجية، فأن علامات السيارات التجارية قد أدركت أن خطط النمو والنجاح المعتمدة قبل أزمة وباء كوفيد-19 لم تعد مضمونة في المستقبل، وقد يؤدى الركود إلى عدم الوصول للمستوى التنافسي. ولذا السؤال هو: ما هي الخطوات اللازمة لتمكين الشركات العاملة في قطاع السيارات من تحقيق استقرار مستوى الأعمال على المدى الطويل، وترسيخ مكاناتها كصنّاع تغيير في منظومة التنقل المتبدّلة؟ والجواب يكمن في المرونة.
يعتبر تعزيز المرونة أمراً ضرورياً بالنسبة إلى العلامات التجارية لمواجهة تحديات اليوم ولإعداد الشركات للتغييرات المستقبلية، ولتحقيق تأثير حقيقي لا بدّ من اتخاذ تدابير متكاملة، بدءاً من بناء إستراتيجيات تركز على متطلبات القطاع في المستقبل وتبسيط سلسلة التوريد، وصولاً إلى مواصلة تنفيذ الخطط اللازمة لتحقيق أهدافها وذلك بالتزامن مع اعتماد التقنيات المبتكرة المتاحة وإمكانية التكيف السريع مع الأوضاع عند الحاجة.
بعد انطلاق مسيرة التحول العام الماضي مع إعلان Nissan NEXT، حرصنا على التركيز على تعديل نموذج النمو والابتكار المعتمد لدينا لضمان تحقيق النمو والنجاح على المدى الطويل ضمن عملنا المتواصل على رسم خارطة مسار أعمالنا المستقبلية.
إنّ الثورة الكهربائية انطلقت وستستمرّ. فقد بات قطاع السيارات يراعى بجدية أكبر التأثير البيئي، ويحرص العاملين في القطاع على التوجه نحو مستقبل يحقق المزيد من الاستدامة، ولذا هناك تركيز على دفع عجلة الاستثمارات والابتكار في تكنولوجيا الكهرباء والتصنيع، ويعكس ذلك هدف حيادية الكربون 2050 الذي تعتمد نيسان على سبيل المثال الذي يهدف إلى العمل على تحويل كافة سيارات الشركة الجديدة إلى العمل بالكهرباء كلياً، والتي من المقرر طرحها في الأسواق الرئيسية بحلول أوائل 2030.
لقد حقق الشرق الأوسط تقدماً كبيراً في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة ولكن لا تزال المسيرة طويلة. في الواقع، ويتعين على عدد من شركاء التنقل والطاقة والشركاء الحكوميين في المنطقة التعاون في بناء منظومة داعمة للتنقل الكهربائي، إنّ الاهتمام بالكهربة وإدارة الطاقة المستدامة يتزايد حيث تشكّل الاستدامة عنصراً أساسياً في فعاليات مثل إكسبو 2020 دبي الذي سيقام هذا العام. وبصفتنا شريك السيارات الرسمي في هذه الفعالية، نتطلع إلى تسهيل تبادل هذه المناقشات والمساعدة في إحداث تغيير جوهري من أجل مستقبل مستدام.
لقد تغيرت علاقتنا بالسيارات. فالعام الماضي ألقى الضوء بشكل كبير على سلوكيات ومتطلبات المستهلكين. من ناحية أخرى، بات المستهلكون أكثر اقتناعاً بأن التنقل وملكية السيارة غير مترابطين، لا سيما مع انتشار العمل عن بُعد والتنقل المرن كخدمة، ومع ذلك، ساهم كوفيد-19 في تفضيل المستهلكين أكثر لوسائل نقل أكثر أماناً وخصوصية، وقد أدت هذه العوامل معاً إلى النظر أكثر في الخيارات التي تساهم في الحد من التكاليف والالتزام بامتلاك السيارة، حيث أصبح الكثير من الاشخاص يأخذون في الاعتبار خيارات الاستئجار واقتناء السيارات المستعملة.
قد يرى البعض هذا الأمر يشكل خطورة على حجم نمو شركات السيارات، ولكن يجب اعتباره أيضاً فرصة للتعاون من أجل توفير حلول نقل تناسب احتياجات العملاء ، وبالرغم من ذلك لا يزال الطلب على شراء سيارات جديدة كبيراً، ولكن يمكن لهذه الحلول أن تكمل المبيعات إلى جانب خيارات التأجير الأخرى واقتناء السيارات المستعملة من الوكلاء أنفسهم، فهذا الأمر كفيل بتوسيع قاعدة العملاء وتوفير المرونة المالية والسلامة والموثوقية اللازمة من أجل ضمان دعم احتياجات العملاء المحتملين.
وترتكز هذه الجهود كلها على ضمان التميز في المنتجات والخدمات، ففي حين يعتبر تعديل نموذج قطاع السيارات “التقليدي” مفيداً للعلامات التجارية لا بد من الالتزام بالأساسيات، وسيستمر التحول الرقمي الشامل في تجربة المستهلك أولوية بحيث يتجاوز المبيعات ليشمل التجارب الرقمية التي يرغب العملاء في التفاعل معها، كذلك، يجب أن تطبّق تجربة شراء السيارات شخصياً الدروس المستخلصة من التجارة الإلكترونية، لتكون أكثر تخصيصاً وسهولة وتركيزاً على العملاء.
وستساعد هذه العناصر العلامات التجارية على الاستفادة من أفضل المقاربات المتاحة عبر الإنترنت والوسائل الأخرى، وتساهم في توضيح مستوى تعزيز قدرتها للحفاظ على المستوى التنافسي بشكل فعال وشامل وترسيخ مكانتها كرائدة في القطاع، وبالتالي زيادة توجهات المستهلكين.
ورغم التحديات التي شهدها قطاع السيارات لعام الماضي، إلا أنّ أملاً يلوح في الأفق مع استمرار توزيع اللقاحات والتطورات التكنولوجية الأخرى، وقد تستمر المتغيرات الخارجية على مدار العام، ولكن يتعين على علامات السيارات التجارية أن تتولى زمام القيادة وتعيد تصوّر نفسها لتصبح أكثر مرونة وقابلية للتكيف، بحيث تتمكن من العمل نحو مستقبل مشرق على المدى الطويل.
… [Trackback]
[…] Read More to that Topic: drivejo.com/تحقيق-التوازن-بين-الاضطراب-والاستقرا/ […]
… [Trackback]
[…] Read More Info here to that Topic: drivejo.com/تحقيق-التوازن-بين-الاضطراب-والاستقرا/ […]